د.سليم عكيش هادي الشمري

د.سليم عكيش هادي الشمري

الأحد، 16 يناير 2011

(( صديق من حروف القديسين ))

( ابا سجاد .. كم من الاحرف احتاج لأكتبك .. وكم من الاحزان احتاج .. كي اصف مشاعري تجاهك .. احبك !!))

يا صديقي ..
يا صديقَ السنابلِ والطيور ..
يا صديقَ الازقةِ والجيجو والفواتير على ناعور القلب
ما زلتَ اول الداخلين الى قلبي ..
وأول المصلين على فراشةِ احلامي
وأول المبتسمين داخل فنجاني
ما زلت تحدّق ..
باللاهثين على مأدبة غودو ..
وتنتظر دون جدوى ..
بمحطات المدن والموانيء ..
كفزاعةٍ لحماية الارض من سلالة الاجنحة
....
يا صديقي ..
الدرب اكبر مما تصورت ..
والجمل تخشى حروف القديسين
والصور ..
شاهدة على مذبحة الحضارة
بانتصارٍ اقرب الى الهزيمة
يا صديقي ..
يا صديق الاسفلت وتقاطعات صموئيل بيكت
يا ملح الضحكات الساخرة
من ايام داحس والغبراء
يا طعم انوثة الشتاء
ورجولة دول اخرى
وشهامة سنداني
ولوحة الخزف في جداول القتلة
لم تبكي ..
فدموعك الف قنبلة في قصيدة صياد
لم تضحك ..
فابتسامتك لعنة المتجبرين على ارصفة الطاعة
لم تتذكر لانك لم تنسى
لم تحتويك الارض
لان مشاعرك اكبر من قلبها
فقلبك وردٌ
وقلبها نحلة عمياء !!
.....
يا صديقي ..
يا صديق الالم المتبقي والفرح الآتي
يا صديق اليتامى والحزن والفراشات
يا صديق طفولة الف عصفور ..
كيف كنت تزورها في اعشاشها!!
فقلبك عشٌ كبير
وعيونك بئر
ولسانك حنطة
احبكً لا احبُ سواكَ شيّا
فانك صاحبي ما دمت حيّا
وانكَ كلما ارهقت نفسي
اراني قد بصرت ومنكَ ضيّا
ابا سجـاد في دربي ورودٌ
وانت الـعطر في قلبي ندّيا
وانت الشعرُ للشعراءِ وحيٌّ
كأنك قد تكون لهم نبـيّا



  

السبت، 15 يناير 2011

( مدنٌ تائهةٌ.. تنتظر البوح )

( مدنٌ تائهةٌ.. تنتظر البوح )
(( لأخي .. لأولَ وجعٍ في خاصرة احاسيسي .. لأولِ طعم على حدود اقحوانه .. لأولِ الحروف واخرها .. اهدي قصيدتي هذه ..))
اخي ...
كيف َ حال الترابْ
وكيفكَ انتَ ....
فأني اراكَ بعلوِ القبابْ
كأنك تحمل في مقلتيك ..
سنيناً من البعدِ والاغتراب

سائلتُ عنك ازقتي ودروبي
سائلتُ وجهي حيرتي وشحوبي
مُذ كنت طفلاً كنتَ انت مدينتي
الهو ومن لعبٍ جميع حروبي
ان كان ذنبٌ من احب ُ فأنني
اهوى بان تهواكَ كل ذنوبي

اخي ....
كلما مرّت عليَّ الفصولْ
اراكَ ربيعاً ..
وكل الفصول خريف ..!!
اراكَ هواءاً بنسمة بردٍ
اراكَ لكلِ الورود حفيفْ

كأنكَ عطرٌ ساكنٌ بورودي
اذ منك تسكن قبلةٌ بخدودي
اذ منكَ احزانٌ تضاجعُ دمعتي
الكل يعشقني وانت حدودي

اخي ...
لديّ من الدمع الف مدينهْ
ستبكي عليك ..
لديّ من الشوقِ ..
الف صباحٍ .. ستبكي البلابل فيه ..
وتعلن ..
أنكَ اول صبحٍ يهاجرُ نحو بلادً حزينه ..!!
اخي ..كلُّ دربٍ عنكَ يسألني
وكلُّ وجهٍ بريءٍ فيــكَ يُذكرني
كأنني انتَ مُذ جاءتْ ولادتنا
وانتَ صرت انا والكــل يعرفني
قد صرتَ حزناً على عينيَّ منتبهٌ
وصرتُ دمعاً ومن عينيكَ تنـزلني
كأنني متُ من ستٍ وها انذا
وانتَ تشتـــاقني والان تكتبني
كأنني الان من تلهو برفقتهِ
وحين ابكيكَ كفٌّ منكَ تزجرني
اخي .. يا اخي ..
سائلتُ احلامي عليه وعالمي
ان كانَ موجوداً لــديك تكلمي
كلي تبعثر دونه فيداي في
قدماي .. او عينايَّ صارت في فمي

الخميس، 13 يناير 2011

اختفاء بملامح الابتسامة

أخفيت وجهك بابتســامة عاشقِ
ودفنتُ شوقك في حضــور حرائقي
فكأنّ  في مهـج  الدمــوع  منازلاً
أبوابهــا كفٌّ  بنظــــرة طارقِ
كم يا تُرى خلف السـحابة من رؤى
أو تحــت مرســم ليله من خافقِ
أذن التوحّــــــد أن أراه أنهراً
والماءَ خـــــبزاً والخيال زوارقي
فإذا به التــــــيار موج تسائلي
وإذا به يمحو ضفــــاف حدائقي
آهٍ  فهل من غفــــلةٍ سرقت فماً
وفمٌ له متجــــاسراً من سارقِ
سيبوح وجهٌ للحــــياء ولحظةٌ
فكأنها زمن بلــــــفتة رامقِ
وتذيعها في الســــابقين براءةٌ
ولها سيلجأُ في الزمــــان اللاحقِ
ما ظنّ في قلبي نـــــداءٌ خائف
من غيبة حتى بدت من صـــادقِ
فتعثّر القلب المحمـــــل بالأسى
إذ كاد يهوى مـــن أسىً من سامقِ
فحنت ضلوعي ، دفئـــها من نبضه
كحنوَّ أُمًّ في حنـــــــان غادقِ
هل كان صوتاً يستغـيث من الصدى ؟
وروته محـــــضُ روايـةٍ لمفارقِ
أَعنِ الســــؤال فإنّ صبره واقفٌ
وعيونه بالباب ، هل مــــن بارقِ ؟
عجبا له من غــــائبٍ شرب الضما
ليوحّد المعنى بصـــــــمتٍ ناطقِ
                                                                                     


الاثنين، 10 يناير 2011

(( لقاء))


متى تموت الحرب ؟
سنلتقي في الأرض الحرام
تحت شجرةٍ
ترتعد من الشظايا
هناك .....
تتنفس الزهور
رائحة البارود
ونحن نتنفس
رائحة البقاء
ويداك الباردتان
يكنسان الذعر من الأرض
وقلبي الحزين
يرمي كل شيء في القمامة
كلانا....
كافأ الحياة كما يجب
ونام بلا وداع

(( كم ))



كم حرب عذراء
تزوجت الأرمل الحزين
كم جائع بلا فم
تسول الخبز
في حقول القمح
كم شظية ٍفي قلب الضحية
على ساتر الشمس
حيث أغاني الفقراء
تحملها الريح
يوضح كل شيء
خوذة الحرب
وجنازة الخوف
وتمرد الطبيعة

((فم الجداول الضاحكة))


زهور الشعر تستيقظ في الصباح
بينما...رئة الأرض
تشمّ رائحة الزمن المسافر
وعند انعطافة الخريف.......
يتبوّل عصفور الزمن
في فم الجداول الصاخبة
فكيف تلد اللحظات.......أولادها المطيعين !!؟
أم كيف تفسّر النجمة .....أنوثتها للسماء !!؟
وكيف يغنّي القصب.......للماء !!؟
أدرك هذا....
وقوة الشعر تسحق قلبي
يا أيتها الدمعة الناعمة
يا تهويمة مطلقة  في فضاء الليل
يا وجها مليئا بالطحالب
يا بريقا ....مثل سعفة مبلّلة بالندى
آهٍ.........من حزنك البارد
يلفّ السنين بالثلج
كأنّني – أستميحك عذراً –
أتسلّل الى عذريتك
ليتني لم أستطع ذلك .

الأحد، 9 يناير 2011

(( خذني بعيداً .. الى مدنِ الملح ))


الغيمة المسافرة
أهدتني كوفيتها
الموشاة بالبرق
النجوم النائية
قبل مأساة الفجر
همست لي ...بأنني
سأنام في سرير ضيائها الى الأبد
القمر ...
المترف بالبوح والعشق والغرور
قال لي :
نم تحت أقدامي الجائعة
وتسوّل الوضوح
غنمي التي ملأت الأفق
تاهت في بريتك الموحشة
وهي تبحث عن كلأ الإغواء
لم أشأ الرحيل
كأنني أهمس في أذن الصوت
خذني الى ليلك البري
وشتائك البعيد
خذني اليّ...
الى اللامكان الذي أنجبني
الى أرض ترابها من ذكريات
وسمائها من حدس
ومدنها من أحرف لا تقرا
وأنهارها من رايات بلا ألوان
وشعرائها من رذاذ بلا أرصفة
خذني ...
ولا تلتفت الى صداي
لا تلتفت ...
الى برج المدينة المائل
الى أبنائي...
وهم يحركون الساكن
بقلم البساطة
لا تلتفت...
الى حقول الجوع
وهي تأكل الأفواه
إلى سنبلة تقول لك
أنا الملك ذو التاج  الأصفر
أرحل بعيدا عني...
فكوفيتي من برق
وسريري من ضياء
أتسوّل الوضوح
وأنا أسوق القطيع أمامي
هذه السنين الخاملة
وعصاي من دموع
                          

(( سماء .. متآكلة ))


دعك.....
   من نشيد الغجر
ومن بكاء الجنين
دعك....
من التلويحة الناقصة
ومن سماء متآكلة لا تصلح كسقف
دعك........
من الضمير النائم
ومن الوطن الميت
دعك.....
من وادي الشعراء
ومن طوفان الأقمار السبعة
دعك......
من نمو الغبار في علاقة
ومن سفر على ظهر الأحلام
دعك......
من ابتداع شهوة لثدي الريح
ومن الوقوف صامتا أمام المطر
دعك...........
من كل هذا
وغنّي بصمت

الاثنين، 3 يناير 2011

((عُري ))

في فوّهة الحرب
كنت ترتكب الحياة
وأنت تقبّل القمر
أنا ....
أعد قبلاتك فقط
أرتكب النظر الى الحياة
أنت....
في سعة البحر.... في مسافة الدمعة
في دائرة الحزن
تهرب ....أركض خلفك
مثل أي ظل لا ينحسر
أنام في فجرك الصاخب
أنت....
آخر صمت في فمي
آخر دورة للأرض فوق جسدي
آخر وجه بلا ملامح
آخر عائلة تنام الى الأبد
آخر ألم في شهادة الجرح
آخر ذئب في فم القصيدة
آخر وداع بلا ملامح
آخر حقيقة في طابورها الطويل
آخر دم لأول دم
آخر طلقة لا تبوح بأسرارها
آخر مربع في مثلث الشمس
آخر قيس لآخر ليلى
آخر شاعر في خريف القصائد المالحة
آخر جرح في نافذة الإنتظار
آخر وردة تتواضع للريح........ولا تنحني
آخر رغيف خبز لأول الجياع
آخر مجرة......أطفأت شموسها
ونامت في فطرة النور
آخر سفر تحت مطر كانون البارد
آخر بكاء........ في آخر ليل
لآخر قمر
آخر صوت يعلو.......دون ضوضاء
آخر طريق
وآخر خطوة
وآخر وصول
آخر لهجة تحدّث بها المعزولون...في ماكندو
آخر أورليانو
وآخر بحيرة....لآخر لامارتين
آخر معلّقة...على جدار القدس
تهزّها الريح ولا تسقط
آخر أب لم تنجبه الأمهات
بل أنجبته سلالات المطر والرياح القارية
آخر سيف
 لم يثلم في الحروب الصدئة
آخر بلاد لم تذبح
آخر رأس مقطوع
على رمح خائن
آخر الخرائط
لآخر البلاد
يا آخر كل شيء
أنت .....
أول فوّهةٍ ......تتعرى أمامي