د.سليم عكيش هادي الشمري

د.سليم عكيش هادي الشمري

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

( قبّرات قريبة من بوصلة القلب )



أمنــت بالبعد حتى جاء مقتربا         
                                 أمنت بالقرب حتى قيل وا عجبا
وجئتُ مقتـرحا وجهي يحاكمني     
                                 ورحت وحدي الى عينيَّ منتحبا
حتى اكاد واهلي قرب مأذنتي        
                               كأنني بينهم قد عشت مغـتربا

رحلوا ..
الى خلف المنافي ..
وتوهموا ان يزرعوا بثيابهم قمحا وباقة بيلسان
حلموا بان الارض في احشائهم تلد الصحارى ..
حلموا الى ما بعد وجه الريح ان يتضاجعوا كالماء بي ن دروبهم ..
يتأملون بأن صوت الضفة البلهاء اخرس كالدياجي
وان لون دموعهم لون البياض ..
ما زال خلف عيونهم تبكي المرافيء ..
ما زال كالطوفان ..
فوق ردائهم ألمٌ يعتق خمرة الامحاء
ما زال يجهل وجههم لون السماء
ما زال اولهم واخرهم نداء

لم ارتكب دمعة مذ هاجرت مدني  
                                     لكنني خلسةٌ اصبحت مرتكبا
لكنني جئتُ بين الوقت تسبقني     
                                    كل الجهات وابكي دونما سببا

رحلوا
ووجهك نحوهم يبكي كمأذنة تداعب صوتها
رحلوا
جميعا ..
ربما ما زلت تحمل في يديك الزعفران
ما زلت تحمل جنتين الى بلاد الاقحوان
ما زلت تجثو كالبحار بلا سفينه
وتنام خلفك الف قبرةٍ حزينه
ما زلت وحدك تائها ..
ما بين اردان المدينة ..

تحاصـركَ الضـــباعُ وانت ذيبُ
                                  وتخذلك الازقــة والدروبُ
غريبا كالصــــباح وقد تشظى
                                  وانهــكه انتظارك والغروبُ
لبــست الريح حتى صرت منها
                                 وجئـت الان يلبسك الهبوبُ

( فخٌ في منتصفِ عمر القبلة )


للدهشةِ ..
فخٌ آخرٌ في منتصف عمر القبلة ..
وللمساءات لونٌ اخر ..
خارج الضوء ..!!
وبين قارورة لغتي الحدباء
وبين مسافات حلمي الشاسع
دهشة اخرى ..
تنتمي ..
-  للمسلات الملونة
-  لهيروشيما التوحد
-  للحضارات المتسكعة
-  للرصيف المتكبر
-  للحزن الذي يتوحد به الجميع
-  للامم العربية المتفككة
لستُ الوحيد الذي يزرع شظاياه في الحب
ولستُ الابن البكر لانهيارات بلابلي
بل الوحيد لانعطافة فمي على كوب الشاي
والوحيد الذي يذوي مع الامل شرقا حتى الموت
حريتي هي بعض سلالاتي الموروثة
ونبوءتي بألمي
كنبوءة شاعر مصاب بالتهاب الالهام
دونت اوجاعي على ورقة من دفتر الريح
وطبعتها ..
على مصطبة في رصيف هائمٍ
داخل حانة براءتي
خلف زنزانة احلامي المتكررة
بالحب والجوع ونسيان ذاتي
لم تكررني الجمل
فدروبي موغلةٌ بالتيه
وامنياتي عذراء
وصمتي عاقر
لم ترحمني الذاكرة
فانا مزدحمٌ
بالمارة ..!!
وسندياني
مليءٌ بالبارود
تحت لساني تولد الطرقات
وبين ذاكرتي
تُوقد الشموع
وتتناسل تحت شراييني المدن
وتنتهي برصاصة عمياء شهوتي
يقولون لي ..
بلادك اجهضت حضارتين
وضاجعت ..
وبلا تردد ..
سبات الشرفات ..!!
قبل ان تلمع في دياجي الانهار
وقبل ان تشرب من زمزم عيونك
يقولون .. وابكي
يقولون ..
وابكي ..
يقولون ..
ولم يعلموا ..
بأني ..
فخٌ آخرٌ في منتصف القبلة
وان رصاصهم الاعمى ..!!
لم يصب دهشتي ..
لان ذاكرتي مثقوبه ..!!

السبت، 27 نوفمبر 2010

مطر يخشى أن يعترف


بين دمعكَ ودمعي
ألف باحةٍ من القناطر
وألف مسلةٍ من الحزن
وألف أغنية ..
وألف دمعة  ..تسقط من مطر يعترف
بين دمعك يسافر الهدهد
الى مملكة غير بلقيس
والى وطنٍ غير حضنكَ
والى جنةٍ ما زالت تحتضر
والى ازقةٍ .. تشحذ المارين من العواصم
بين دمعي
سلالة من الملائكة تصطف كاهرامات قديمه
ونبوةٌ غير مؤهلة وآهلة
وجملٌ تصلح ان تكون شوارعا لفمي
ومنافٍ ..
اجمل من الوطن ..!!
ايها الطيب كالنبيذ
والرائع كوجه هتلر
والجميل كثوب أمي
بينكَ وبيني ..
حضارات تلكأت
و( غودو ) ولم يصل
ومدن شاخت
وكافكا ينتظر
بيني وبينك
ليل طويل
مازال يدخن من عذرية ورقتي الطاهرة
ويبتسم
مازال يردد النجوم ليحتفي بالطيران
مازال يئن كصدرِ امراءة
ويلتوي كلعبة طفل
مازال
أول المصلين
وأول المشركين
مازال
يمتطي أحلامي
وينتعل بعض صبري
ويفتش عن وجهي بين الطرق
ويغني
مازال
يلمُّ من السراديب ما أردت وصوله
وينثر ببابي الورد والبارود
ليبقى كما يودُُّ ..!
بيني وبينك
لغة خارجة عن النص
بعيدة عن اللاوعي
موغلةٌ بالتيه
كلما أردت أن اقترب منكََ
تقاسمني
الحب والنبيذ
وكلما أردت نسيانكَ
تقاسمتني
أيها اللذيذ حدَّ الإدمان


( قصائد ترتدي ثوب العري )


( 1 )

الان ..
دع وجهك خلفك
والتفت الى الامام
ستجد ..!!
كل الازمنه خائفة
ستجد
النهارات تشتعل شوقا الى الليل
ستجد
الغابات ..
تنتظرك في فسحتها
ستجد
وجهك خلفك

( 2 )

قبل ان تحكي للوردة
حاول ان تغازلها
حاول ..
ان ترسم على عطرها
باقة من الحنين

( 3 )

القصيدة اجمل من البيت
والبيت اجمل من الشطر
والشطر اجمل من الكلمة
والكلمة اجمل من الحرف
وانتِ ...
اجمل من كل الاشياء

( 4 )
المأذن تنتظر صلوات النهر
ما يجب ان يحدث
ان صلى ..!

( 5 )

بعيدا
ساعلق وجهي على نافذتكِ
وارحل
بعيدا سأعلقني عليكِ
وارحل


( 6 )

احبكِ
واعلم حين اقولها
تحترق المدن

( 7 )

الاضواء
التي حولي دافئة
هل تشعر الظلمة بالبرد

( 8 )

المدن
الرعاة
شكسبير
الملك فيصل
جميعهم معي
يشاهدون الافلام الاباحية
وانتِ
ومن تبقى
تنتظرون ..!!

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

(( قبل ولادتي بساعتين ))



هناك ..
حيث المصابيح لا تشاهد سوى ضوء القمر
والدروب تنتهي بالأحاديث
والمساءات تحتفي بهوميروس وسارتر
هناك ..
حيث كل دمعة تسقط كناعور يذرف الأحزان بوجه الأرض
والمناديل ..
تقف كطابور في زاوية نائية عن المجد
هناك ..
حيث فرمينيا داثا تغطي براحتيها غابرييل غارسيا
وتركض قرية ماكوندا خلف الحافلات الراجلة
اجدُ ..
اسطبلات الانتصار خالية الا من البيلسان
والمدن فراغات لم تملأ للان
والحانات اخر ما تبقى لي من زوايا الفرح القائمة
هناك
حيث لا ينتمي الفراغ الى خانة الفوضى
حيث
الحب يرمم سعال الحقيقة
والفراشات تحوك السلالم وردا لرحيق مصاب باليورانيوم
هناك
حيث انتِ
تقفين بوجهٍ معلب
حيث تقف احاسيسكِ تجاهي
بإشارة حمراء
ويلتهم شغفكِ ما تبقى من عذريتي
هناك
حيث تتوقف نبضات الارصفة
وتدون الشوارع
باصابعٍ ترتجف من الدهشة
اخر رصاصات الموناليزا
هناك
حيث الألم يتصبب عرقا
والحكايات لها أجنحة
والأمم تتضاءل
هناك
حيث المسافات تزدحم بخطوه
وكلمات الحب تُختصر بقبله
تجدني
واقفا كما كنت
قبل ان أُولد ..!!

الأحد، 21 نوفمبر 2010

(( قصيدةٌ لي .. وعنّي ))



ما زلتَ ..
الوحيدُ الذي يرممُ صلواتَهُ
خارج الظهيرة ..
وينتظرُ السنابلَ في منجلهِ
ويعلق على فزاعةِ صبرهِ المناديل
ما زلتَ ..
أول النازحين من جلجامش بغداد
وأول الداخلين إلى هولاكو ذاتهِ
ما زلتَ
تفتش عن براري حلمك خارج الزمن
وتنثر الورود على طرق الموتى
وترتبك أمام المرايا
وتجهش بالبكاء حين ترحل العصافير
ما زلتَ
بعيدا عن أسمال الأزقة
وقريباً من مدنكَ الذاوية
كلما أردت أن تبكي
وجدتَ دموعكَ خلفكَ
عارية الا من فواصل الكلمات
كلما اردتَ أن توقدَ المصابيح
اصبتَ بالعمى
وهرّبتَ احلامك وهربت الى اللامكان
كم انتَ جميل
حين تحتفي  بأصدقائك المريرين
لم تكن احمد عبد عون
بل كنت حاصل ضربه بمسلم القاسمي
لم تكن الفصول
وإنما كنت أول المجانين خارج الباحات
لم تكن عباءتك التي خرج منها السياب
وإنما لقلبكَ الواسع ألف إلياذة
تحيط الأرض التي يحيط بها وجعك
لم تكن الأقحوان ..
لأنكَ ولم تكن أول المتقدين بالبياض







(( قصائد لا تشبه احد ))

( 1 )
تحتاج .. إلى رئة أخرى
أيها الليل الأسمر ..
كي تتنفس بعض هدوئي
( 2 )
ما زالت الصباحات تسعلُ
والجداول تتثائب
والدروب ستنمو برحيلك
أيها الألم ..!
( 3 )
الساحات ..
تنتظر وجهكَ
وأنت
موغلٌ بالنسيان
( 4 )
النخيل
القصب
الاهوار
ذاكرة أخرى لوجهي
وأنت
وابتسامتكِ
وشحوبكِ
لغةٌ للهذيان
( 5 )
الحانات الكبيرة
هي داحسٌ أخرى
تشبُ في داخلي
( 6 )

لا زلتُ
لا افهم ثوبك الأخضر
ربما لأنني في خريف مطلق
أو
لأنكِ في ربيعٍ دائم



الاثنين، 8 نوفمبر 2010

(( أحلام داخل قبعة ))



يجب أن تفهم ..
وأنت ترتشف ما تبقى من رماد ..
بأنك أول وجهٍ يبتسم للقبّرات
وأول من يودع السنابل
وأول من يخشى ..الأحلام
خوفا من القبعات
يجب أن تفهم ..
بأنكَ ..
أول النازحين إلى الأعلى
والصاعدين إلى الأسفل
أول ..
من يتكأ على مدنٍ عرجاء
وأول ..
من يبعثر الريح بين أنفاسه
وأول ..
من يدونَ في دفتره الشراشف
ويجعل من المنازل ساحات حرب
وأول من يفتش عن أبجدياته في المقابر
يجب أن تتلاشى ..
وتنطلق بأقسى ما يكون
نحو سلةِ مهملاتكَ
يجب أن تنتبهْ ..
فالفراشات ..
ترتمي بفطرةٍ على ذراعيكَ المكبلتين
يجب أن تؤمنَ بالحرب
فهي ارثٌ ..قديم
تسكعت في داخلها الحانات .. ولم تسكر
ضاجعتها الأزقة ..
ولم تنجب سوى الرماد
نعم الرماد المنتشر في قصائدكَ الباكية
الرماد ..
الذي ما زال يهذي كشاعر
وينام كصعلوك
الرماد ..
الذي ألف العزلة ..
وأدمن تنبؤات مستر اداموس
وأساطير جدتي ..
والأغنيات التي ترتبك كالملائكة ..
الرماد ..
الذي ينحني كل مساء خلف باحتي
ويشحذ من فمي الصياح ..
الذي مازال ينمو كحربٍ تنتظر الولادة
الرماد ..
الذي هو أنا في حربي الآدمية الثالثة ..!!

  

الأحد، 7 نوفمبر 2010

رصاصة داخل خوذة الأرض



خلف دورانك اللامنتهي ..
وبالقرب من بوصلة اوجاعكَ الملتهبة ..
على يمين تنهداتكَ وانت ترسم الازقة بالابتسامات
وعلى يسار عيونك وهي لا تبصرني
هناك .. تجدني !!
عارياً الا من تضاريس وجهك
وشاحباً ..
كشجرة اتعبها انتظار الربيع الذي لا يأتي
هناك ..
حيث الجميع
 نسى ان يبارك للاقحوان يتمهِ
ونسى او تناسى ان يحدق في مرآته ليرى
انه اشبه الى تفاحة ادم
وابعد ما يكون عن الضوء
وعن الفصول
وعن الانجاب ...!!
ليرى ..
ان الطرق جميعها لا تؤدي
والفراشات
عبارةٍ عن انكساراتٍ داخل الطبيعة
ولعب الاطفال ..
ما هي الا قنابل تنتظر اللون الاسود
ليرى ..
ان المسافات لا تقاس الا بالظمأ
والمساجد
صلوات طائفيه..!!
هناك خلف الف جثة ستجدني ابتسم
-         للمدن وهي تتسكع
-         للارامل وهي تخون الموتى
-         للارقِ ذلك اللعين الذي لا يفارقني
-         لحبيبتي التي تخونني مع
نعم هناك ستجدني واقفا كأسطبلٍ حزين
الثم فحولتي بوحشتي
وارمم ما تبقى من بيوت دعاره
لأنشر الحب والسلام
كرصاصةٍ
داخل خوذة الارض