لأن..
شاجور فمكِ خالٍ من القبل
ووجهكِ ..
خالٍ من الرغبة
وامنياتكِ عذراء
وصباحكِ بلا ديك
وابناءَكِ عرباتٍ يجرها الموت
واناشيدكِ ..
صياح من فم المقابر
ولونكِ اصفر
ويومكِ بطيء
وبلابلكِ قبّرات
لأن..
شتاءَكِ متقاعد
وحلمكِ مريض
لأنكِ ..
بارودٌ مزروعٌ في منتصف اللسان
يتحين الفرص
ليزرعَ عبواته بين الكلمات
لانكِ ..
أول وآخر من يرتجف
وأول وآخر من يبقى صامداً
لانكِ ..
ما يُدون من اساطير
وما يُكتب من قمح
وما يُقرأُ للعصافير من صلوات
وما يُدفن من حقد
وما يُقبّل من فراق
وما يُؤتى من دهشة
وما يُسمع من ناي
وما يُناشد من استنكارٍ وشجبٍ وصمتٍ طويل ....
لانكِ ..
قاسيةً كقصيدةِ غزلٍ
غيرُ آهلةٍ للعناق
وموحشة كدربٍ لا ينتهي
وطيبة كوجعٍ قديم
لانكِ ..
آخر احرف الهمس
وآخر مدن العراء
وآخر ربيعٍ يرتدي فراشة
وآخر كوب شاي
في آخر مقهى
لانكِ ..
المدن حين تهاجر
والريح
حين تنذر بالانتظار
لانكِ
الّذُ وجعٍ في خاصرة الهدهد
وارقُ ..
من نداء ارمله
واوحشُ من ليلة غربة
لانك ..
الناي
يا آخر ما تبقى لي
من حصيلة الدموع .....!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق